
من وصايا قسم المواكب والشعائر الحسينية
يسعى المهندس الحاج كاظم صالح مهدي بكلّ عزم إلى إيصال وصايا الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة الموجهة إلى مسؤولي المواكب الخدمية المشاركة في زيارة الأربعين.
إذ يرى الحاج كاظم تلك الوصايا التي تبنّى إصدارها قسم الشعائر والمواكب الحسينية الذي يشغل فيه مسؤولية معاون رئيس القسم أنّها "مهمة وحساسة جدا".
معلّقًا، "تحرص العتبة العباسية المقدسة على الحدّ من التبذير كونه يمثل خللًا شرعيًا واقتصاديًا واجتماعيًا".
مبينا، "نعمل على مكافحة حالات التبذير التي تحدث في أثناء زيارة الأربعين، والتي تشمل التبذير في طبخ الأطعمة وأيضا في استهلاك مياه الشرب والغسل، وأيضا الحد من استهلاك الطاقة الكهربائية، وغيرها من الأنشطة التي تحتاج إلى التقتير والتدبير عند استخدامها".
وتشهد مدينة كربلاء المقدسة إحياء زيارة الأربعين الخالدة، وهي الذكرى السنوية لمرور أربعين يومًا من استشهاد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس وأهل بيته من إخوته وأبناءه عليهم السلام، بالإضافة إلى أصحابه في معركة الطف الشهيرة عام 61 للهجرة، والتي دارت رحاها على أرض مدينة كربلاء في أول مواجهة الطغيان الأموي، وتوافق ذكرى دفن رؤوسهم الشريفة بعد عودتها مع قافلة السبايا بقيادة الإمام زين العابدين عليه السلام.
استجابة أولية
وبحسب إحصائيات رسمية سابقة فإنّ المدينة تستقبل في زيارة الأربعين ملايين الزوار والرقم في تصاعد، حتى بلغ سنة 2024م أكثر من 22 مليون زائر، يفد ربعهم تقريباً من خارج العراق والأغلب من داخله..
ويرجّح قسم الشعائر والمواكب الحسينية بأنّ أكثر من عشرة آلاف موكب حسيني يشتركون في زيارة الأربعين هذا العام2025م.
ويرى المهندس الحاج كاظم أنّ هناك استجابة جيدة لوصايا القسم في السنوات الماضية، معلقا، "آمل أن تكون الاستجابة هذا العام بشكل أكبر وأوسع لأنها تتطور كل عام".
وتتبنّى المواكب الحسينية تقديم خدمات منوعة لأفراد الحشود المليونية التي تَفِدُ على المدينة، وتتضمّن تلك الخدمات توفير مياه الشرب والغسل والطعام بكل أصنافه بالإضافة إلى المأوى للمبيت، والاستراحة، إلى جانب بعض الخدمات الأخرى الطبية وغيرها.
وكما يبدو فإنّ تلك الوصايا وجدت استجابة ملحوظة وترحيبًا لدى أغلب مسؤولي المواكب الحسينية داخل مدينة كربلاء المقدسة.
إذ يشير السيد حيدر القريشي خادم موكب جمهور الإمام الحسين عليه السلام إلى، أنّ "أعضاء إدارة الموكب اخذوا وصايا قسم المواكب والشعائر الحسينية على محمل الجد".
مبينًا، "أُولى إجراءاتنا تمثلت في عملية طبخ الأطعمة، إذ بدأنا نقنّن كميات الطبخ، ونراعي عدم وجود فائض فيها".
ويتابع، "تقرّر أن يكون تخفيض كميات الأطعمة المطبوخة بحسب الأوقات".
موضحا، "قررنا أن نقلّل الطبخ أثناء فترة النهار مع قِلّة زخم أعداد الزوار، في حين أبقينا الكمية المعتادة في فترة الليل التي يكون فيها عدد الزوار أكبر بكثير".
ويضيف، "راعينا أيضا أن تكون حصة الزائر من الطعام وفق احتياجه دون زيادة أو نقصان للتقليل من التبذير".
مشيرًا، "بعد عملية الترشيد لاحظنا في أثناء التنظيف أنّ الأوعية التي توضع فيها الأطعمة تعود فارغة تمامًا، في حين أنّها سابقًا تُلقى في سلة النفايات وباقي في كلّ وعاء منها نصف الطعام تقريبا".
التنسيق المطلوب
من جهته أبدى السيد أبو فاطمة الجابري مسؤول موكب عزيز الزهراء عليها السلام، ارتياحه من التعميم أو الوصايا التي أطلقها قسم المواكب والشعائر الحسينية، داعيًا إلى إيجاد "تنسيق بين المواكب لتفادي هذا الأمر، حتى لا يُبذّر الطعام".
ويقول: "أرى من المناسب تقليل حجم الأواني وشراء الأواني الصغيرة التي تكفي لإشباع الزائر دون زيادة تذهب إلى النفايات، أو نقصان تبقيه جائعا".
ويقترح الجابري أن تكون هناك حاويات خاصة بجمع الأطعمة الفائضة عن الحاجة؛ لتكون علفا للحيوانات، موضحًا، "من الجيد عزل المتبقي من الطعام بأكياس خاصة وعدم رميها مع الأوساخ، لتكون أعلافا للحيوانات كالماشية والأسماك".
ويتابع، "أقترح وضع أكياس ملونّة للتمييز بين أكياس الطعام وأكياس النفايات".
22 وصية
إلى ذلك يشير معاون رئيس قسم المواكب والشعائر الحسينية المهندس كاظم صالح مهدي إلى إصدار منشور بـ 22 وصيّة، تتعلّق بقضايا الدفاع المدني، الأمور الصحية والطبية، والمحافظة على النعمة وعدم التبذير، والنظافة، والالتزام بموقع المواكب كما هو محدد، وعدم التجاوز على الأماكن العامة.
مبينًا، "جرى تسليم هذه الوصايا بشكل مكتوب على كل المواكب الحسينية، عن طريق ممثلياتنا والوحدات التابعة لقسمنا في المحافظات، والتابع للعتبة العباسية المقدسة.
ويلفت الحاج كاظم نشر مفارز لمتابعة تنفيذ الوصايا من المواكب الحسينية، قائلًا: "يتولّى منتسبو القسم بالإضافة إلى المتطوعين متابعة المواكب الحسينية وإرشادها للالتزام بالوصايا".
مؤكّدًا، "تشمل مناطق انتشار المراقبين المنطقة القديمة في مدينة كربلاء المقدسة، في حين نعمل على نشر مراقبين في مناطق أخرى، خصوصا التي تمرّ بها حشود الزائرين".