
كُـرد حسينيون يشاركون في زيارة الأربعين
"ندرك أنّ حب الحسين عليه السلام لا يحدد بلغة أو قومية أو عرق أو دين، ونحن كـُرد حسينيون، فالحسين لا يختص بفئة دون أخرى"، بهذه الكلمات يصف الحاج محمد أبو نمره السوره الميري كفيل موكب الكـُرد الفيلية المشارك في إحياء زيارة الأربعين.
مضيفًا، "نقطع أكثر من 700 كيلو متر، محملين بمؤن الطعام ومعدات الطبخ والخيم، ونختتم أكثر من عشرة أيام في الخدمة كلّ عام".
مشيرًا، "قد لا نفهم كلّ لهجات الزائرين، لكننا نفهم عطشهم وتعب أقدامهم، ونفهم عظمة القضية التي جاءوا من أجلها من شتى أصقاع العالم".
ويترأس الحاج أبو نمره الذي ينحدر من محافظة السليمانية شمال العراق خدمة موكب الأكراد الفيليين.
تأسس الموكب بحسب أبو نمره عام 1932، وعدد أعضاءه أكثر من ستين خادمًا، مقسمين بين إداريين وفنيين وإعلاميين.
ويشارك الموكب كلّ عام في زيارة الأربعين التي تحتضنها مدينة كربلاء المقدسة، ويتخذ من جوار العتبة العباسية المقدسة مقرًا له.
ويبين الحاج أبو نمره أنّ خدمات الموكب لا تقتصر على زيارة الأربعين فقط، قائلًا: "نشارك في إحياء العشرة الأولى من محرم الحرام، بالإضافة إلى الذكرى السنوية لاستشهاد الإمام الكاظم عليه السلام في بغداد".
إلى ذلك يشير الحاج كنعان جعفر، أحد القائمين على إدارة الموكب، إلى أنّ مشاركتهم لا تأتي ضمن الواجب الديني فقط، بل تحمل أيضا رسالة وطنية وإنسانية، في ضل ما يشهده العالم من انقسامات قومية وطائفية.
فيقول: "ها نحن نثبت أنّ الحسين عليه السلام يوحِّد ولا يفرِّق، ومشاركتنا في كل سنة هي دعوة للتآخي والتأكيد أنّ كربلاء هي وطن الروح لكل العراقيين".
مضيفًا، "نبدأ بالتجهيز من بعد يوم العاشر من محرم الحرام، ابتداء من مواد طبخ إلى أدوات المطبخ والمفروشات، لغاية اليوم الثامن من صفر إذ نبدأ بالانطلاق إلى كربلاء المقدسة".
مبينًا، "عزاؤنا وخدمتنا لا تختلفان عن باقي المواكب، باستثناء المجالس الحسينية، إذ تكون أغلبها باللغة الكردية".
في حين يرى عبد جيزاني أحد المتطوعين والخدام في الموكب أنّ أقلّ ما يمكن تقديمه إلى زوار أبي عبد الله الحسين عليه السلام وهم يقطعون المسافات الطويلة سيرًا على الأقدام هو تقديم الخدمة لهم".
معلقًا، "منذ سبع سنوات وأنا أخدم في هذا الموكب تقربًّا إلى الله تعالى ورسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم عبر خدمة الزوار الذين يشاركون في إحياء شعيرة الأربعين المقدسة".
ويستشهد جيزاني في حديثه، "يروي عن الإمام الصادق عليه السلام ما مضمونه أنّ من سقى زائرًا للحسين عليه السلام في غير وقته فكأنّما سقاه شربة من الجنة".
من جهته يرى الزائر أبو محمد الذي وفد من العاصمة بغداد للمشاركة في إحياء زيارة الأربعين، أنّ "خدمة موكب الكـُرد الفيليين يُبدون قبل خدماتهم المادية خدمة وجدانية".
موضحًا، "ما لفت نظري منذ اللحظة الأولى هو أسلوب تعاملهم، إذ لم يكن مجرد تقديم طعام وشراب، بل كان استقبالًا دافئا، وشعرت كأنني في بيت أحد الأقارب لا في موكب على طريق الزيارة".
مشيرًا، "رغم الزخم وكثرة الزوار كانوا ينظمون الخدمة بانسيابية واضحة، ساعدوني كثيرا كوني ارافق طفلًا صغيرًا، ولم يبخلوا بشيْ".
أمّا السيدة سكينة الزائرة القادمة من محافظة البصرة، فترى أنّ "خَدَمة الموكب يتميزون بانضباط غير مألوف".
معلقة، "لا ضجيج لا فوضى يعملون بصمت ويهتمون بأدق التفاصيل، ولا سيما نظافة المكان".